عندما قدم الجيولوجي وليام كينج-William King الانسان البدائي او النياندرتال – Homo neanderthalensis الي المجتمع الأوربي عام 1864م لم يكن كريما تجاه وصف ابناء عمومتنا المنقرضين.
“أشعر بأنني مضطر للإعتقاد بأن الافكار والرغبات التي سكنت في داخلها لم ترتفع ابدا الي ما وراء الوحشية” هذا ما قاله كينج بعد فحصه للجمجمه التي عثر عليها في وادي نياندر بألمانيا – Neander Valley
كان انطباعا اوليا رديئا , وهكذا اصبح النياندرتال ليس نوعا جديدا وحسب من البشر بل مصطلح للتحقير,منذ ذلك الوقت قطع الباحثين شوطا كبير لتحديد مدي ذكاء ذلك الانسان البدائي وهل كان مجرد وحش في صورة ادمي بدائي فعلا؟
حسب العالم João Zilhão المتخصص في علوم الانثروبولوجيا بجامعة برشلونه كانت هناك نظرية عنصرية تفترض انه يمكن تحديد او تقييم مدي ذكاء الإنسان من خلال شكل جمجمته,وان التطور البشري ارتبط بالتقدم وبالتالي منذ عصور قديمه وألاف السنين كان الانسان البدائي بدائيا جدا ولا يمكن مقارنته بالبشر الحاليين.
ولكن ما اكتشف حديثا ساعد علي اعادة تأهيل سمعة النياندرتال كأشخاص بدو مثلنا كثيرا,وتبين ان النياندرتال قامو بالكثير من الإشياء التي كان يعتقد في السابق انها حصرية للثقافة الإنسانية الحديثة.
عاش الانسان الانسان البدائي من 400 الف عام سابقه وانقرضو قبل 40 الف سنه فقط تقريبا,واتضح انهم استخدمو الاحجار والعظام وصنعو الزخارف وابتكرو نوع من الغراء للصق مقابض خشبيه بالاحجار وصنعو قلادات من مخالب النسور,واستخدمو ايضا النيران في الطهو وتشير الدراسات انهم كانو يمتلكون تكنولوجيا لإشعال النيران ايضا .
تشير بعض الأدلة ايضا ان النياندرتال كان لديهم ممارسات وطقوس روحيه حيث تظهر المقابر التي تم اكتشافها في جنوب غرب فرنسا بان هؤلاء البشر دفنو موتاهم وفي اكتشاف اخر اكتشفو كهفا عميقا موجود فيه دوائر غامضه ترمز لشيئا ما او انها أماكن لممارسة طقوس,صنعت من الاحجار قبل 176 الف سنه مضت
مدي قدرات ذلك النموذج الأولي من البشر مازال موضع جدال وبحث لان ما تم اكتشافه من اثارهم قليلا الي حد ما,ولكن بناء علي عظامهم المكتشفه نعلم انهم كانو قادرين علي إصدار الاصوات او التحدث بشكل معقد,ولكن يصعب تحديد انهم كانو يمتلكون لغة خاصة بهم ام لا ,لأنهم لم يتركو لنا أية كتابات ولكن يرجح انهم كانو يمتلكون طريقه معقده ومتقدمه للتواصل بينهم.
مؤخرا اظهرت الادلة الوراثية ان البشر بشكلهم الحديث تزاوجو مع إنسان النياندرتال قبل تعرضهم للإنقراض من 40 الف عام,حيث لا يزال لدي الكثير منا اليوم ما بين 1 و 2% من الحمض النووي لهم,وذلك يدل ان اجدادنا منذ زمن قديم ألتقوهم وتزاوجو معهم.
اكتشاف مومياء عمرها 800 عام في البيرو
843 views