ظهر مصطلح أليكسيثايميا – Alexithymia عمى المشاعر للمرة الأولى في عام 1972م من قبل الطبيب النفسي “بيتر سيفنيوس” ويعني بالألمانية “لا توجد كلمات عن العواطف”.
وسبب القصة أن الأطباء في هارفارد لاحظوا في الخمسينات والستينات الماضية أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يُعانون من أعراض بدنية ذات أسباب نفسية، يجدون بالفعل صعوبات في التحدث عن مشاعرهم.
وبعد دراسات متابعة لسنوات لهذه الحالات في محاولة لفهمها بشكل أوسع، أصدر الدكتور سيفنيوز في عام 1973 تعريفه وتسميته لوصف جوانب هذه الحالة ضمن مجلة العلاج النفسي والنفسي البدني. وبهذا الاعتبار ترتبط أليكسيثايميا بمجموعة من الخصائص الملاحظ وجودها على نوعية مرضى حالات النفسية البدنية, ولذا يُطلق وصف أليكسيثايميا على من تبدو عليهم علامات من أعراض تدني إدراك المشاعر، وفق مقاييس وبروتوكولات طبية محددة في الوصف
- يظهر عمى المشاعر من خلال صعوبة إدراك المشاعر الداخلية وفهمها وتمييزها، وعدم فهم مسببات الشعور والعجز في التعبير، مع مخيلة وتفكير محدودين جدا، وحساسية جسدية عالية، وكذلك صعوبة التواصل مع الآخرين وفهمهم.
- قد ينشأ المرض من الطفولة المهملة التي لا يهتم الوالدان فيها بتوجيه الطفل نحو التعبير عن مشاعره والاهتمام بها والسؤال عنها.
- تلعب الصدمات العاطفية دورا في الإصابة بعمى المشاعر، وتتسبب بإضعاف الصلة بين المشاعر والقدرة على التعبير عنها.
- لعمى المشاعر بعدان أساسيان: بعد معرفي يكمن في صعوبة التعرف على المشاعر وتمييزها والفصل بينها، وبعد عاطفي حيث تنشأ معه صعوبات في ردات الفعل والتعبير والشعور والتخيل.
- تظهر الدراسات أن 8% من الذكور يصابون بعمى العواطف بمقابل 2% من الإناث بكثافة متنوعة ما بين عمى خفيف ومتوسط وحاد.
- يعاني المصابون بهذا المرض من ظهور مشاكل صحية جسدية، لأن عدم إدراك العواطف وعدم التعبير عنها يؤدي إلى بقائها حبيسة، وبالتالي ظهورها في هيئة آلام جسدية, حيث أن وجود حالة أليكسيثايميا يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم وعسر الهضم الوظيفي والتهابات الأمعاء، إضافة إلى اضطرابات نفسية تطال الأداء الجنسي والقلق والإدمان. هذا بالإضافة إلى ارتفاع الشكوى من أعراض بدنية ذات أسباب نفسية، أي ليس نتيجة وجود مرض في تلك الأعضاء، مثل نوبات الشكوى من ألم أسفل الظهر وضيق التنفس والربو والصداع والقولون العصبي والحساسية وألم العضلات ,وسبب هذا هو عدم القدرة على ضبط التفاعل مع المشاعر، ما يُؤدي إلى تصريف المشاعر تلك على هيئة اضطرابات سلوكية، وصحية في الغالب, مثل الشراهة في الأكل، أو الإدمان على الكحول أو المخدرات
- يمكن معالجة عمى المشاعر بتشجيع المريض على كتابة اليوميات أو قراءة الروايات، ومشاهدة العروض الفنية والمسرحية، وسؤاله المستمر عن حاله ومشاعره، كذلك إشراكه في جلسات علاجية جماعية يعبر من خلالها المريض عن أفكاره ومشاعره.
471 views