إن التفكير و التأمل في المستقبل يجعلنا نميل إلى الأمام، حرفيًا
مجرد التفكير في الماضي أو المستقبل يمكن أن يحركك حرفيًا.
تم الكشف عن هذا السفر العقلي عبر الزمن في دراسة , تمايل فيها المشاركون إلى الوراء عند التفكير في الماضي وإلى الأمام مع أفكار المستقبل.
هذه الظاهرة هي جانب غير مفاجئ من سمة إنسانية فريدة من نوعها.
يقول الباحثون إن القدرة على السفر بشكل شخصي عبر الزمن ، والتي تسمى chronesthesia، تميزنا عن الحيوانات.
والآن تشير النتائج إلى أن تصوراتنا للزمن مقترنة ارتباطًا وثيقًا بالمكان.
وقال ليندن مايلز Lynden Miles من جامعة أبردين في اسكتلندا:
“هذا هو الدليل الأول على أننا عندما نفكر في الزمن، فإننا نتحرك جسديًا عبر الفضاء، سواء كان ذلك من خلال مناطق من الدماغ أو يتجلى في جميع أنحاء الجسم كله، فهو سؤال مفتوح“.
قام زميلا مايلز “لويز نيند Louise Nind” و”نيل ماكري Neil Macrae” بتزويد 20 مشاركًا بجهاز استشعار للحركة بينما كانوا يتخيلون الأحداث المستقبلية أو الماضية.
بعد 15 ثانية فقط، كان المشاركون الذين كانوا يتذكرون الماضي يتمايلون إلى الخلف بمعدل حوالي 0.07 بوصة (1.5 إلى 2 ملم)، في حين أن المفكرين المستقبليين انحنوا إلى الأمام بحوالي 0.1 بوصة (3 ملم).
تم تعصيب أعين المشاركين للحث على التأرجح في كل الاتجاهات بحيث تكون الحركات كبيرة بما يكفي لاكتشافها، على الرغم من أن مايلز يقول إن هذا لا يغير النتائج.
وقال مايلز:
“لا يوجد سبب يجعل الوضعية في المختبر مختلفة عن الوضعية في العالم الحقيقي“
“أعتقد أننا نتأرجح في العالم الحقيقي بنفس القدر الذي نتأرجح فيه في المختبر“
لمعرفة السبب وراء الارتباط بين المكان والزمان، يأمل مايلز وزملاؤه في دراسة هذه الظاهرة نفسها في الثقافات الأخرى.
وقال مايلز: “لدينا الكثير من الثروة اللغوية والمقولات التي تشير إلى أن المستقبل أمامنا والماضي خلفنا”.
لكن في بعض الثقافات والحضارات الأخرى، مثل أولئك الذين يتحدثون لغة “الأيمارا Aymara”(لغة هندية أمريكية في جبال الأنديز)، يوصف المستقبل بأنه خلفهم والماضي أمامهم عكس نتيجة الدراسة.
و إذا كان هؤلاء الأفراد يتأرجحون إلى الوراء عند التفكير في الأحداث المستقبلية، فقد يشير ذلك إلى أن هذا السلوك مكتسب ونتيجة لكيفية تفكير الناس وتحدثهم عن الوقت.