العثور على اثنتين من المومياوات في مقبرة منحوتة في الصخر بمنطقة البهنسا بالمنيا في مصر
اكتشاف مقبرة فريدة في مصر يهز التقاليد البطلمية/الرومانية
حقق علماء الآثار في مصر اكتشافا صادما في منطقة البهنسا بالمنيا، مما يكشف عن شريحة كبيرة من التاريخ القديم.
ويتضمن هذا الاكتشاف الأخير قبورًا منحوتة في الصخر من العصرين البطلمي والروماني، وهو ما يمثل لمحة رائعة عن ممارسات الدفن في هذه الفترات.
وكشف الموقع أيضًا عن مجموعة من القطع الأثرية لأول مرة في البهنسا، بما في ذلك المومياوات المحفوظة جيدًا، والتوابيت المصممة بشكل معقد، والأقنعة الذهبية الرائعة، وتماثيل الطين.
وتبشر هذه الاكتشافات بإلقاء ضوء جديد على العادات والإنجازات الفنية للحضارات القديمة التي ازدهرت في هذه المنطقة.
اكتشاف مقابر صخرية من العصر البطلمي والروماني
في إنجاز أثري كبير، كشفت بعثة إسبانية بقيادة الدكتورة إستر بونس ميلادو Dr. Esther Ponce Milado من جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، عن سلسلة من المقابر بمنطقة البهنسا بمحافظة المنيا بمصر.
وكشفت هذه المقابر، التي يعود تاريخها إلى العصرين البطلمي والروماني، عن ممارسات دفن متباينة والعديد من المومياوات التي تعود إلى العصر الروماني.
بدأت سلالة البطالمة في عام 305 قبل الميلاد، عندما أعلن الجنرال المقدوني بطليموس نفسه ملكًا بطليموس الأول “سوتر”
بطليموس الأول المقدوني هو أحد ملوك مصر، ومؤسس الأسرة البطلمية في الإسكندرية ولقب بسوتر Soter, أو المنقذ
بعد أن حكم لعدد من السنوات بعد تقسيم مملكة الإسكندر الأكبر بين جنرالاته في عام 323 قبل الميلاد.
استمرت هذه السلالة قرابة 300 عام، قبل أن تسقط أخيرًا في يد أغسطس قيصر “أوكتافيان” وروما في عام 30 قبل الميلاد.
وتمثل القبور التي تم العثور عليها أمثلة من كلا الفترتين، مما يوضح التغيرات في ممارسات ومعتقدات الدفن.
وأشار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن مقابر العصر الروماني الواقعة في الجانب الشرقي من المقبرة العليا بالبهنسا، تظهر نمطا جديدا من أسلوب الدفن.
يتضمن هذا النمط حفرة منحوتة في الصخر الطبيعي – وهي طريقة لم تشهدها منطقة البهنسا من قبل.
مجموعة من القطع الأثرية الجديدة تحكي عن التقاليد المختلطة
كما عثر بالموقع على تماثيل من الطين تصور المعبودة إيزيس – أفروديت “Isis-Aphrodite” ، متوجة بإكليل نباتي، مما يدل على الممارسات الثقافية والدفنية الغنية التي كانت سائدة في المنطقة خلال فترات مختلفة.
وسلط الدكتور عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى، الضوء على الاكتشافات الرائعة الأخرى بالموقع.
وتشمل هذه أجزاء من ورق البردي وجدت داخل ختم من الطين، والعديد من المومياوات ملفوفة في لفات ملونة، وبعضها مزين بأقنعة جنائزية نابضة بالحياة.
ومن الجدير بالذكر أن اثنتين من المومياوات كان لهما لسان مصنوع من الذهب في أفواههما، وهو تقليد دفن معروف من العصر الروماني من المفترض أنه يساعد في الحفاظ على المتوفى.
ووصف الدكتور جمال السمسطاوي مدير عام آثار مصر الوسطى التصميم المعماري للمقابر التي تتكون من بئر حجري يؤدي إلى باب مغلق بالطوب اللبن.
هذا هو المدخل إلى غرفة كبيرة تحتوي على توابيت فارغة ومليئة بالمومياء – وتم اكتشاف 23 مومياء مع التوابيت، بعضها يحمل أقنعة من الورق المعجن.
كما كان هناك أيضًا أربعة توابيت محفورة في الصخر على شكل إنسان، اثنان منها يحتويان على مومياوات وزجاجات صغيرة من العطور النسائية.
إلى ذلك، أشار الدكتور حسن عامر، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة، إلى اكتشاف عدة كتل حجرية تابعة لمبنى مدمر و تشير هذه الكتل، المزينة برسومات نباتية وعناقيد العنب وصور الحيوانات والطيور مثل الحمام والكوبرا، إلى النسيج التاريخي الغني للموقع.
وتتوقع البعثة مواصلة أعمال التنقيب في المواسم المقبلة، بهدف كشف المزيد من أسرار هذا الموقع الغني تاريخياً.
اكتشاف 14 تابوت فرعوني عمرهم 2500 عام