في ثقافتنا هناك فكرة او مبدأ يقول ان التعرض ل الشدائد او المعاناة تجعلنا اكثر قوة وقدرة علي المضي قدما في الحياة وسنكون اكثر تقديرا للحياة والنعم التي نتمتع بها وسنصبح اكثر مرونة في التعامل مع الامور
ولكن هل هناك في الواقع قيمة للألم والمعاناة؟هل كان فريدريك نيتشه صحيحا عندما قال ان ما لا يقتلنا يجعلنا اقوى
هذا السؤال شغل الفلاسفة علي مر الزمن,وكتب بعض علماء النفس عن ما يتعرض له الناس من فؤائد بعد تعرضهم للشدائد او الخسائر مثل تقديرهم اكثر للحياة وتقربهم من عائلاتهم واصدقائهم وكيف اصبحو اكثر الهاما وروحانية وسمو ذلك ب نمو ما بعد الصدمة
جاذبية هذه النتيجة تجعلنا نتمسك بهذا المبدأ وتجعلنا نري جانب ايجابي فيما نتعرض له من مشاكل وان كل ألم او مشكله نتعرض لها سيكون في نهايتها الخلاص والتحرر منها وسنخرج منها افضل,
وتعزز جانب اخر في شخصيتنا ان معظمنا يحب ويرغب في سرد حياته وذكرياته وكيفية تغلبه علي الصعاب والمشاكل
ولكن توجد نقطة مهمة من الصعب جمع البيانات عن الاشخاص قبل وبعد الصدمه بل ان معظم من يتعرضون للصدمات انفسهم يتعرضون للتشويش ولا يذكرون ما كانو عليه قبل ذلك ويكونو فالواقع مازلو يكافحون ويتعرضون للمعاناة اثر الصدمه ,ونسبة كبيرة منا لا ترغب في اظهار الالم كي لا يشعرو بالشفقه من الاخرين فيضطرو لتزييف قصة انهم تخطو المعاناة وانهم اصبحو افضل ولكنهم فالحقيقه في حالة إنكار للألم الموجود بالفعل
واظهرت الدراسات ان معظم اللذين اعلنو انهم تغير واصبحو افضل بعد الصدمة هم اكثر الناس اللذين مازالو يعانون من الاكتئاب واعراض اضطراب ما بعد الصدمه
لذلك لا يمكننا الجزم بان ما تتعرض له الشخصيه بعد الصدمه هي تغيريات ايجابيه فقط او التفاخر بان من لم يتعرض للمعانة هو شخص اضعف من اولئك الذين تعرضو لها
لكن الواقع يخبرنا ان تخطي صدمة ما ليس بالامر الهين وهناك صدمات لا يمكن تخطيها حتي بعد اشهر وربما سنوات وهذه شيء طبيعي ونسبي من شخص لاخر لذلك ينبغي علينا الا نحكم علي شخص مازال يعاني من اثار صدمة ما علي انه شخص ضعيف
فالنهاية جميعنا سنتخطى ما نعاني منه وفى مدة زمنيه تختلف من شخص لأخر ولكن منا من يكون قادرا علي ذلك بنفسه ومنا من يحتاج للدعم والمساعده ولكن ينبغي ان نعرف ان هناك اشخاص قد لا يرغبون فيما يتعرضون له من تغيير إثر الصدمة وكل ما يتمنوه هو ان يعودو كما كانو فقط
الصدمات والتحول لماذا يمكن للتجارب الصعبة أن تغيرنا جذريًا
60 views
