ما هو الأدرينالين ؟

الأدرينالين
Mike Riley / Getty Images

الأدرينالين هو هرمون التوتر المعروف باسم الإبينفرين (epinephrine)

 

يتم إنتاج الأدرينالين عن طريق الغدد الكظرية (adrenal glands) ويتم إطلاقه في مجرى الدم، وهو جزء من استجابة “القتال أو الهروب والتعرض للخطر“.

عند مواجهة ضغوط أو تهديدات محسوسة، يحفز هذا الهرمون الجهاز العصبي لإعداد الجسم للاستجابة السريعة.

تخيل أنك تقود دراجتك او سيارتك، وظهر شخص فجأة، مما أدى إلى انحرافك عن الطريق – سوف ينتج جسمك الأدرينالين، مما يؤدي إلى رد فعل جسدي فوري.


قد تتعرق، أو تشعر بتسارع نبضات قلبك، أو يهتز جسمك – وهذا رد فعل صحي وطبيعي عندما تكون في موقف خطير أو غير آمن أو مشكلة، يمكن أن يساعدك هذا الأدرينالين على الاستجابة بسرعة.

ومع ذلك، يمكنك تجربة اندفاع الأدرينالين عند اعتلاء المسرح او التحدث امام جموع من الناس، أو قبل حدث رياضي تنافسي، أو عندما تكون في قطار ملاهي، أو إذا كنت في منتصف جدال، من بين مواقف أخرى.


يمكن أن يساعدك الأدرينالين في إعدادك للتعامل مع التوتر حيث يمكن أن يشعر البعض بالإثارة ولكنه مؤلم للآخرين و قد يكون الكثير من الأدرينالين ضارًا بصحتك، حيث يساهم في الصداع وارتفاع ضغط الدم وتوتر العضلات ومشاكل الصحة العقلية

لحسن الحظ، يمكنك اتخاذ خطوات لإدارة مستويات الأدرينالين لديك، بما في ذلك ممارسة الرياضة، والحد من الكافيين، واستخدام استراتيجيات الاسترخاء لتهدئة عقلك وجسمك.

خصائص الأدرينالين

يتم إنتاج الأدرينالين جنبًا إلى جنب مع الكورتيزول”cortisol” والألدوستيرون “aldosterone”، عندما تكون في أزمة أو تعاني من مشاعر قوية مثل الإثارة أو الخوف – يحدث ذلك تلقائيا.

عندما يتم إطلاق الأدرينالين، يتم إرسال الرسائل إلى أعضاء مختلفة في الجسم، مثل القلب والرئتين.

عندما يتم إطلاق الأدرينالين، قد تواجه:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • زيادة معدل ضربات القلب
  • ارتفاع قدرة الحواس
  • انخفاض الحساسية للألم
  • توسع حدقة العين
  • رعشة في الاطراف
  • التعرق الزائد

    عندما تكون في موقف “قتال أو الهروب او موقف طاريء” ، قد تركض بشكل أسرع من المعتاد، أو قد لا تشعر بالألم، حتى لو كنت مصابًا و يمكن أن يحدث هذا عندما ينتقل جسمك إلى وضع البقاء على قيد الحياة.

في بعض الأحيان، يمكن أن تلعب المستويات العالية من الأدرينالين دورًا في إثارة نوبات الهلع panic attacks .

وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاعر شديدة من الخوف والرعب، مما يسبب أعراض مثل ألم في الصدر، والدوخة، والغثيان، وسرعة ضربات القلب، والتعرق.

عندما تكون في مواقف خطيرة وغير آمنة، يمكن أن يساعدك رد الفعل هذا في الحفاظ على سلامتك.

بمجرد أن يتغير الوضع ولم تعد تواجه تهديدًا أو ضغوطًا، سيبدأ جسمك في الهدوء وتهدأ الأعراض.

 

آثار الأدرينالين على الجسم والعقل

بعض الناس يحبون تجربة ارتفاع الأدرينالين – مثل القفز بالحبال من ارتفاعات شاهقة، ومتسابقو سباق السيارات، والرياضيون هذا الشعور، ويدفعون أنفسهم إلى ما هو أبعد من حدودهم و بالنسبة للباحثين عن الإثارة، الأدرينالين يسبب الإدمان.

bungee jumping

الكثير من الأدرينالين يمكن أن يصبح مشكلة، خاصة إذا كنت تعاني من التوتر المزمن .

إذا كنت دائمًا في وضع “القتال أو الهروب”، فسوف تواجه أعراضًا طويلة الأمد، والتي يمكن أن تلحق الضرر بعقلك وجسمك.

يمكن أن يؤدي الحمل الزائد المتكرر للأدرينالين إلى:

  • مشاكل في الجهاز الهضمي
  • الصداع
  • شد عضلي
  • الأرق
  • زيادة الوزن
  • القلق
  • الاكتئاب
  • أمراض القلب
  • السكتة الدماغية
  • ضغط الدم المرتفع

    يمكن أن تحدث اضطرابات الغدة الكظرية أيضًا إذا لم تنتج ما يكفي من الهرمونات أو أنتجت الكثير منها.

على سبيل المثال، ورم القواتم Pheochromocytoma هو ورم يمكن أن ينجم عن زيادة الأدرينالين – وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأعراض أخرى.

ضبط مستويات الأدرينالين

ربما تعمل في بيئة شديدة التوتر، مثل المستشفىات أو المدارس او الأمن، أو تتعامل مع الضغوطات الشخصية ، مثل المشاكل الزوجية، والتي يمكن أن تسبب زيادة في الأدرينالين.

للحد من وتيرة اندفاع الأدرينالين، عليك معالجة الضغوطات في حياتك وممارسة استراتيجيات التكيف الصحية. يمكن أن تشمل هذه:

  • التمارين الرياضية اليومية
  • التأمل
  • تمارين التنفس العميق
  • التمرن علي التعامل مع الامور والمواقف  بطريقة هادئة ومنطقية وعدم المبالغة
  • الأكل صحي
  • الحد من تناول الكافيين أو الكحول
  • تقنيات استرخاء العضلات التدريجي “Progressive muscle relaxation”
  • اليوجا

    الإجهاد لفترات طويلة يضر بصحتك ورفاهيتك ولكن يمكن معالجته.

إن العثور على طرق لتقليل مستويات التوتر لديك الآن يمكن أن يساهم في الواقع في زيادة القدرة على التكيف مع التوتر على المدى الطويل، مما قد يساعد في تقليل الآثار الضارة للإدرينالين الزائد.

إذا كنت تواجه مشكلة في تقليل التوتر في حياتك، فنوصيك بالتحدث إلى أخصائي الصحة العقلية الذي يمكنه تقديم استراتيجيات التكيف أو خيارات العلاج.


الأدرينالين كعلاج للحساسية المفرطة

يستخدم الأدرينالين في حالات الطوارئ لعلاج رد فعل تحسسي خطير، يعرف باسم الحساسية المفرطة “anaphylaxis”

.

يمكن للأدرينالين أن يحفز القلب، ويريح العضلات في الشعب الهوائية، ويرفع ضغط الدم، ويحسن التنفس، مما يمنع تطور أعراض الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية التي تهدد الحياة

إذا كان لديك حساسية من النحل وتعرضت للسعات، أو إذا كان لديك حساسية من الفول السوداني وتناول زبدة الفول السوداني، فأنت بحاجة إلى حقن الأدرينالين بسرعة لمكافحة الصدمة التحسسية، وتورم الحلق، وضيق في التنفس، أو غيرها من أعراض الحساسية المفرطة.

يعمل حاقن الإبينفرين التلقائي، المعروف باسم EpiPen، على عكس الأعراض.

ومع ذلك، إذا لم يتم استخدامه فورًا بعد حدوث رد فعل تحسسي ولم يتلق الفرد رعاية طبية، فقد تؤدي الحساسية المفرطة إلى الوفاة، لذلك من المهم الاحتفاظ بقلم EpiPen في متناول اليد إذا كنت تعاني من حساسية معروفة.

التعامل مع آثار الأدرينالين

قد تستمتع أو لا تستمتع بشعور الأدرينالين، لكنه رد فعل بشري طبيعي.

لا ينبغي عليك تجنب أنشطة معينة، مثل التحدث أمام الجمهور، من أجل تجنب الشعور بالقلق الناتج عن اندفاع الأدرينالين، ولكن الانخراط في سلوكيات تنطوي على مخاطرة قد يكون أيضًا مشكلة.

إذا كنت مما يسمى مدمن الأدرينالين “adrenaline junkie” ، فاتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسك ومن حولك. إذا كنت تعاني من الكثير من الأدرينالين بشكل متكرر أو كنت بحاجة إلى المزيد من استراتيجيات التكيف للتعامل مع اضطراب القلق أو الضغوطات النفسية الأخرى، ففكر في التحدث إلى الطبيب.

يمكن أن يكون اندفاع الأدرينالين منقذًا للحياة – ويمكن أيضا أن تكون مدمرة.

إذا كنت غير قادر على التحكم في التوتر أو تشعر بالإرهاق بسبب تأثيرات الأدرينالين، فمن الضروري إيجاد طرق للتعامل معه و يمكن أن تساعد أساليب الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، في تحفيز استجابة الجسم للاسترخاء ، والتي يمكنها مقاومة تأثيرات الأدرينالين.

 

ما هي متلازمة السيروتونين؟