الميثريداتية هي طريقة قديمة كي تتطور عندك مقاومة للسموم
عن طريق تحدي الموت في كل رشفة كل مرة – الميثريداتية Mithridatism هي الفن القديم الجريء للتحصين الذاتي ضد السموم .
سميت هذه الممارسة على اسم أشهر مؤيديها، الملك ميثريداتس السادس King Mithridates VI ملك بونتوس، وهي تلخص التطرف الذي ذهب إليه الحكام في سعيهم للحصول على الحصانة.
خوف الملك وحله الجريء
كان الملك ميثريداتس السادس Mithridates VI، الذي حكم مملكة بونتوس Pontus، في شمال الأناضول في الفترة من 120 إلى 63 قبل الميلاد، مشهورًا بجنون العظمة بسبب خوفه من التعرض للتسمم .
لم يكن هذا الخوف بلا أساس على الإطلاق حيث كان المشهد السياسي في عصره غادرًا، حيث كانت الاغتيالات عن طريق السم أداة شائعة جدًا لممارسة القوة.
لمواجهة هذا التهديد الدائم، وضع ميثريدتس خطة جريئة:
سيستهلك جرعات شبه مميتة من السموم المختلفة، ويزيد الكمية تدريجيًا بمرور الوقت، على أمل أن يطور مناعة ضدها.
كما تقول الأسطورة، كان نظامه اليومي يتضمن تناول كميات صغيرة من السموم المختلفة، وملاحظة التأثيرات بدقة وضبط الجرعات.
هذه التجربة الذاتية، رغم أنها محفوفة بالمخاطر، حققت بعض النجاح وأصبحت حكايات مقاومته لمحاولات التسميم أسطورية، مما عزز صورته كحاكم ليس حكيمًا فحسب، بل أيضًا لا يقهر.
ومع ذلك، فإن المفارقة المطلقة للميثريداتية تكمن في نهايتها المشهورة.
عندما واجه ميثريداتس القبض الوشيك على يد الرومان، زُعم أنه حاول إنهاء حياته عن طريق تناول السم لكن مناعته، التي اكتسبها على مر السنين، جعلت السموم غير فعالة.
وبحسب بعض الروايات التاريخية، اضطر الملك في حالة يأسه إلى أن يطلب من جندي أن ينهي حياته بالسيف.
الميثريداتية ما وراء الملك: إرث في الطب والثقافة
يمتد إرث الميثريداتية إلى ما هو أبعد من حياة من يحمل الاسم نفسه مستوحاة من مقاومة الملك للسموم، سعى الكثيرون في العالم القديم وحتى خارجه إلى تكرار أساليبه.
أصبحت وصفات “الميثريداتيوم” المختلفة – الأكاسير التي يُعتقد أنها تمنح مقاومة للسموم – مطلوبة بشدة وكانت هذه الخلطات، التي غالبًا ما تكون عبارة عن مزيج من مكونات متعددة، بمثابة مقدمة للترياق الحديث antidotes.
ومن أشهر هذه الترياقات كان الترياك Theriac حيث تم تطويره في البداية لعلاج اللدغات السامة، ثم توسع استخدامه كترياق عام للسموم.
كان تحضيره عملاً متقنًا، يتضمن مزيجًا من العديد من المكونات، وغالبًا ما كان يتطلب أيامًا لإكماله و كان هذا الإكسير القوي مستخدمًا بشكل جيد في العصور الوسطى وكان يعتبر علاجًا سحريًا للعديد من الأمراض.
كما وجدت الميثريداتية طريقها إلى المجالات اللغوية والثقافية و أصبح مصطلح “الميثريدات” “mithridate” مرادفًا للترياق بشكل عام.
علاوة على ذلك، فقد وضع هذا المفهوم الأساس لما يطلق عليه الطب الحديث “إزالة التحسس” ‘desensitization’ أو “العلاج المناعي” ‘immunotherapy’، حيث يتم إدخال جرعات دقيقة من مسببات الحساسية إلى الجسم لتقليل الحساسية أو تحفيز المناعة.
جوليا توفانا اخترعت سم قتلت به 600 رجل