الحقيقة حول خل التفاح وفقدان الوزن
قد يكون المؤثرون في مجال الصحة مقتنعين بفوائد خل التفاح، ولكن أين الدليل؟
خل التفاح Apple cider vinegar هو منتج طبيعي مصنوع من عصير التفاح المخمر الذي أصبح حامضا وأفضل الانواع العضوية تكون غائمة ولها رواسب و تُعرف باسم “الأم”، لأنها غير مرشحة نسبيًا – وهذا هو المكان و الوسيط الذي تعيش فيه البكتيريا الجيدة واذا تمت فلترته بصورة كبيرة، من غير المرجح أن تكون هناك فائدة كبيرة لتناول خل التفاح.
ولكن هل هناك أي فائدة حقيقية في المقام الأول؟
قررنا أن نلجأ إلى المختبرات الطبيه والتحقق مما إذا كان خل التفاح مفيدًا للصحة و كما يبدو لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي تدعم شعبيتها كمنشط صحي كما قد يعتقد بعض المؤثرين.
هل له خصائص مطهرة ؟
يتمتع الخل بتاريخ طويل كمطهر للأسطح، وربما هذا هو السبب في أن تتبيلات السلطة تحتوي على الخل – بالإضافة إلى إضافة نكهة، فإنه قد يقتل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الخضروات النيئة.
ولكن هل تترجم الصفات المطهرة لخل التفاح إلى الأمعاء البشرية؟ تنتج معدتنا حمضًا يعمل كحاجز طبيعي للعدوى، فكيف يمكن أن يساعد إضافة المزيد من الحمض؟
تشير الأبحاث إلى أن خل التفاح يؤخر إفراغ المعدة ، لذلك ربما تكون زيادة حموضة المعدة هى السبب في التأثير الوقائي المزعوم ضد الالتهابات المعوية.
هل له علاقة بفقدان الوزن وإدارة مرض السكري من النوع ؟
هناك الكثير من الادعاءات المتناقلة بأن خل التفاح يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، مدعومة بأدلة محدودة من عدة دراسات صغيرة.
أظهرت تجربة عشوائية محكومة نُشرت في أوائل عام 2024 انخفاضًا كبيرًا في الوزن وحجم الخصر لدى 120 شابًا يعانون من زيادة الوزن والسمنة وكانت هناك أيضًا انخفاضات في الدهون الثلاثية في الدم serum triglycerides – دهون الدم التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب إذا كانت مستوياتها مرتفعة جدًا – والكوليسترول خلال فترة المتابعة التي استمرت ثلاثة أشهر.
ومع ذلك، وجدت مراجعة منهجية من عام 2020 أدلة على فوائد هامشية فقط مشيرة إلى “عدم كفاية الأدلة”. وجدت مراجعة منهجية أخرى لاحقة من عام 2021 – تبحث في المكملات الغذائية بحمض الأسيتيك acetic acid من جميع أنواع الخل – دليلاً على انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام ، خاصة لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني وأظهرت الدراسة أيضا فوائد في خفض الدهون الثلاثية في الدم والكوليسترول.
إذًا كيف يمكن لهذه التأثيرات أن تعمل؟ يعتقد أن خل التفاح يسبب فقدان الوزن من خلال تأثيره على تأخير إفراغ المعدة.
وهذا يزيد من الشعور بالشبع ويقلل الشهية حيث سيؤدي انخفاض تناول السعرات الحرارية إلى فقدان الوزن، ولكن كيف يتم التوسط في التأثيرات الأيضية على نسبة الجلوكوز والدهون في الدم؟
يتم التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق هرمون البنكرياس الأنسولين insulin.
في مرض السكري من النوع الثانى، هناك انخفاض في الحساسية للأنسولين، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض امتصاص الجلوكوز من قبل الخلايا.
هناك بعض الأدلة على أن خل التفاح – والمصادر الأخرى لحمض الأسيتيك – تعمل على تحسين حساسية الأنسولين، لذلك من الممكن أن تكون هناك بعض الفوائد لأولئك الذين يعانون من هذه الحالة و نظرًا لأن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يرتبط بارتفاع مستويات الدهون في الدم، فإن الانخفاض المرتبط في مستويات الجلوكوز في الدم الناجم عن تحسن حساسية الأنسولين يجب أن يتحسن في مستويات الدهون في الدم كما هو موضح في مراجعات الدراسات .
هل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ؟
ارتفاع نسبة الدهون في الدم هو عامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية ولكن هل يمكن أن يقلل استهلاك خل التفاح من حدوثها؟
حسنًا، أخشى أنه لا يوجد دليل علمي على أن استهلاك الخل من أي نوع يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات لدى المصابين أو غير المصابين بمرض السكري و بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من مرض السكري، فإن فوائد استهلاك الخل على مستويات الدهون في الدم أقل وضوحًا، كما هو مقترح في هذه الدراسة من عام 2013 .
هل له علاقة بعلاج السرطان والوقاية منه ؟
أحد الادعاءات الأكثر شهرة حول فوائد استهلاك خل التفاح يوميًا هو أنه قد يمنع السرطان أو يعالجه حيث وجدت دراسة الحالات والشواهد التي يتم الاستشهاد بها بشكل متكرر من الصين أن زيادة استهلاك الخل ارتبط بانخفاض معدل الإصابة بسرطان المريء.
ما لم تقله بعض مصادر الإنترنت الشهيرة التي تستشهد بهذه الدراسة هو أن تناول الفاصوليا والخضروات وجد أيضًا أنه وقائي، بالإضافة إلى اتباع العديد من الأنظمة الغذائية الاخرى .
هناك دائمًا العديد من العوامل المربكة عندما يتم تقديم ادعاءات تتعلق بالسرطان، ويجب أن نكون دائمًا على حذرنا النقدي.
هل يجب أن أستمر في تناول خل التفاح ؟ تشير الأدلة إلى أنه سيساعد في تحسين محيط الخصر و الوزن وحساسية الأنسولين وكذلك خفض الدهون الثلاثية خاصة لدى المصابين بالسكرى، لذا يمكننا الاستمرار في ذلك للحصول علي تلك الفائدة.
دواء يمكن أن يقلل الحاجة إلى الأنسولين